أكد عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة «مؤسسة الغرير» وعضو مجلس إدارة «مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي»، خلال جلسة «العمل الخيري في العالم الإسلامي: توظيف فائض رأس المال غير المستثمَر لتحفيز التنمية الاجتماعية» التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثالثة من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي في دبي، على الحاجة إلى توحيد الجهود في العمل الخيري.
قال عبدالعزيز الغرير، إن تعداد العالم الإسلامي يبلغ حوالي ربع سكان العالم، وحوالي نصفهم يعانون عدداً من المشكلات المتمثلة في الفقر وتفشي الأمراض والبطالة والافتقار إلى تعليم عالٍ جيد، وقد حاول الكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية والحكومات حل هذه المشكلات، إلا أنها لم تنجح في ذلك بمفردها، لافتاً إلى أننا في القرن ال 21 يمكننا حل هذه المشكلات باستخدام التقنيات الحديثة في حال ما عملنا معاً.
تطوير منظومة العمل
وأضاف أنه ينبغي للمؤسسات الخيرية تطوير منظومة جديدة لتحقيق الأهداف المرجوة: أولها لابد من وجود تأثير ملموس، وثانياً لابد من التحلي بالشفافية والمسؤولية، وثالثاً الابتكار لإيجاد الحلول التي من شأنها مساعدتنا على ذلك. وأوضح الغرير أن مؤسسة «الغرير للتعليم» تسعى لتوفير التعليم للطلاب الشباب الفقراء وذوي الدخل المحدود، ما يعكس التأثير الملموس للعمل الخيري.
شبكة أعمال خيرية
وأعلن الغرير عن إطلاق شبكة الأعمال الخيرية في العالم العربي والإسلامي، داعياً الجميع إلى الانضمام لبناء منظومة والعمل على تطويرها لمجابهة التحديات التي تواجه المنطقة. وأشار الغرير إلى أن إيتاء الزكاة ليس بالأمر الجديد علينا إلا أننا بحاجة إلى التعاون معاً، مشجعاً فكرة التعاون بين المؤسسات والجمعيات الخيرية والمستثمرين، مستشهداً على ذلك بمثال «صندوق الحياة والمعيشة» الذي أطلقته «مؤسسة بيل وميليندا جيتس» والذي سيعمل على مكافحة الفقر والأمراض في 30 دولة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، ما يعدّ دليلاً على التأثير الكبير الذي يمكن إحداثه عند العمل المشترك.
تشجيع من حكومة دبي
وأكد أن المبادرة تحظى بتشجيع من حكومة دبي، وقال، إنه باستطلاع آراء المؤسسات الخيرية العربية وجد اهتماماً كبيراً بالانضمام إلى الشبكة التي سيكون دورها قائماً على التنسيق بين المؤسسات الخيرية، بحيث يتم العمل على تغطية كافة الجوانب الحيوية لتطوير وتنمية المجتمع. لكنه لفت إلى أن كل مؤسسة ستكون مستقلة في عملها، لكن الهدف هو تنسيق الجهود.
وقال، إن حجم العمل الخيري الإسلامي بين 250 ملياراً و تريليون دولار سنوياً. وقال، إن التنسيق ضرورة لتوظيف هذه الأموال بأفضل درجة من الفعالية. وأضاف قائلاً: «نحن نؤمن بأن التغيير الجذري لا يمكن أن يتحقق بالعمل الفردي بغض النظر عن النيات، فمعاً يمكننا أن نحقق الكثير».
الواجب تجاه المحتاجين
وشدد على وجوب الالتزام بالواجب المشترك تجاه المحتاجين، لكن يجب أن نضمن كذلك أن الإسهامات تحقق تأثيراً كبيراً في الناس، ومن أجل ذلك يتعين علينا الابتعاد عن نظام العطاء الفردي والتشظي في العمل الخيري، وبالتالي لا بد من بذل جهود مشتركة بدمج الموارد والمواد المتاحة، الأمر الذي سيمكننا من توفير حلول إبداعية لمواجهة أكثر المشاكل إلحاحاً، كما سيمكننا من تحقيق الدعم لملايين الناس بصورة مستدامة وفعالة.
تفاؤل بالمستقبل
وأشار إلى وجوب توفر قدر كبير من التفاؤل حيال مستقبل النمو في العالم الإسلامي، إذ نمتلك مجموعة من أكثر الاقتصادات وأسرعها نمواً، بالإضافة إلى عدد كبير من السكان الشباب الذين يتحلون بطاقات وإمكانات مهمة.
الغرير: تجاوزنا مشكلة الشركات الصغيرة والمتوسطة
دبي: «الخليج»
أكد عبدالعزيز الغرير أن القطاع المصرفي في الدولة تجاوز تماماً مشكلة الشركات المتوسطة والصغيرة بفضل المبادرة التي أطلقها اتحاد مصارف الإمارات لمساعدة الشركات المتعثرة ضمن هذه الفئة. وقال للصحفيين على هامش قمة الاقتصاد الإسلامي يوم أمس في دبي إن انعكاسات المبادرة كانت إيجابية بالنسبة للبنوك والأهم بالنسبة للشركات المتوسطة والصغيرة.
وقال إن جميع البنوك احترمت القرار الذي ساعد على الحد من حالات التعثر والهروب. وقال إن الشركات التي تعاني مشاكل مالية باتت تبادر إلى التواصل معنا حتى قبل أن تتعرض للتعثر، ليتم تجاوز المشكلة من بدايتها وحتى قبل وقوعها.
وقال إن الوضع العام يظل صحياً على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي الذي بات سمة عالمية لا تقتصر فقط على الإمارات، بل كل دول العالم تواجه اليوم مشكلة التباطؤ الاقتصادي.
جريدة الخليج بتاريخ 12/10/2016
http://www.alkhaleej.ae/economics/page/9ae0dc14-5692-421c-b3f9-0852e4016187