"فيما تحتفل البلاد بالعيد الوطني الرابع والأربعين، نقف على أعتاب عام آخر من النجاح والاستقرار في دولة الإمارات. ففي كل عام، تعيدنا الذكرى إلى القيادة الحكيمة لمؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، حيث عمل مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، وحكام الإمارات الخمسة الأخرى لتشكيل الاتحاد الذي يعرفه العالم اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
نستذكر اليوم إنجازات الإمارات، ومسيرتها التي لا تنفكّ تبهر بقية دول العالم. فقد بلغت الدولة مستويات متفوقة من التقدم في جميع المجالات، لتتحول إلى أيقونة عالمية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فتحت الإمارات أبوابها أمام الكثيرين من مختلف أنحاء العالم، ورحبت بهم واحتضنتهم بحفاوة التقاليد وكرم الضيافة، وهي قيم ذات جذور راسخة في التراث الإماراتي، ولا زالت تشكل المبادئ الأساسية التي ساهمت في دعم ازدهار البلاد واستقرارها. يجسد ذلك بالنسبة لي ما نراه اليوم: دولة ذات تنوع غني، ينسجم سكانها، مقيمين كانوا أم مواطنين، ويتقاسمون الطموحات ويواصلون دعم تقدم البلاد ونموها، لتبقى الأفضل دون منازع.
أما من حالفهم الحظ ليقيموا ويعملوا في الإمارات فيستفيدون من استمرارية الهدف المشترك للجميع، والرغبة في إيجاد بيئة مثالية ومستقرة لإقامة شراكات ناجحة تدعم الأعمال والتجارة. فهو نموذج يواصل نموه رغم الظروف والصعاب، ونحن نرى في تلك التحديات فرصة حقيقية لإعادة النظر في رؤيتنا، والتأكد من أننا نسير في الطريق الصحيح.
وفيما تدخل دولة الإمارات عامها الخامس والأربعين، فما الذي يتوجب علينا فعله في الأشهر الاثني عشرة المقبلة؟ مما لا شك فيه هو الاصرار على تحقيق اهدافنا، مع توقعات الخبراء الاقتصاديين الايجابية حول احتمال معاودة ارتفاع أسعار النفط في منتصف العام 2016، كما أننا سنكثف جهودنا للاستمرار بتطوير اقتصاد يتسم بالتنوع الكامل ويدعم الأهداف طويلة الأمد لجعل الإمارات واحدة من أكثر وجهات الإقامة والعمل تطوراً وجاذبية في القرن الحادي والعشرين."