اتحاد مصارف الإمارات يُنظّم محاضرةً للرؤساءِ التنفيذيين للمصارفِ الأعضاء عن تأثيرِ التضخّم على الاقتصاد والصناعة المصرفية
أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة- 23 يونيو2023:
ضمن جهوده لتشجيع تبادل الأفكار والآراء التي تسهم في تطوير العمل المصرفي والمساهمة في التنمية الاقتصادية، نظّم اتحاد مصارف الإمارات، (الممثل والصوت الموحد للمصارف الإماراتية)، محاضرة قدمها المؤلف والخبير الاقتصادي/ستيفن د. كينج، المستشار الاقتصادي الأول في مؤسسة HSBC المصرفية (إتش إس بي سي) عن التطورات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على الصناعة المصرفية.
عُقدت المحاضرة في يوم 8 يونيو 2023 في المقر الرئيسي لبنك المشرق بمشاركة عدد كبير من الرؤساء التنفيذيين للمصارف الأعضاء في الاتحاد والمهتمين بالقطاع المالي والاقتصادي، إضافةً إلى معالي عبدالعزيز الغرير (رئيس مجلس إدارة إتحاد مصارف الإمارات) الذي رحب بإستضافة السيد ستيفن د. كينج ومرافقيه من الإدارة العليا في مصرف HSBC، ومنهم السيد محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لمصرف HSBC.
وتناولت المحاضرة تأثيرات ارتفاع التضخم في الاقتصادات المتطورة على الاقتصاد العالمي والقطاع المصرفي، وكيفية التعامل معها، إضافةً إلى إجابة الخبير الاقتصادي على العديد من التساؤلات التي أثارها الحضور.
واستعرض الخبير الاقتصادي، ستيفن د. كينج، أهم الدروس التي أشار إليها في كتابه الشهير "يجب أن نتحدث عن التضخم، 14 درساً من الـ2000 سنة الأخيرة" الذي صدر في نهاية شهر أبريل 2023، وأثار الكتاب اهتماماً واسعاً في الأوساط الاقتصادية في العالم ووصفته صحيفة "الفاينانشيال تايمز" المرموقة بأنه الكتاب الذي "لا غنى عنه لصُنّاع السياسات في مختلف أنحاء العالم".
وقدم ستيفن د. كينج استعراضاً شاملاً لأسباب التضخم وتأثيراته، مشيراً إلى أن "التحدي الأكبر يكمن في كيفية معرفة طبيعة التضخم، إذ قد يكون مؤقتاً أو لديه القدرة على الاستمرار"، موضحاً أن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى موجة التضخم الحالية مثل الاندفاع في سياسات التيسير الكمي، الذي أسهم في خفض أسعار الفائدة من خلال شراء السندات الحكومية على نطاق واسع. كذلك أشار إلى أن التوسع النقدي خلال فترة جائحة الكوفيد-19 أدى إلى زيادة الفوائض النقدية، مع عدم اتخاذ إجراءات مباشرة للتعامل مع ارتفاع معدلات التضخم، فعلى سبيل المثال ارتفع معدل التضخم من 0.3% إلى 10% في المملكة المتحدة خلال عامين ونصف دون اتخاذ أي إجراء لكبحه".
وقال السيد/جمال صالح، المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات: " لا شك أن التضخم يعتبر من أهم القضايا التي تشغل اهتمام الجميع في مختلف أنحاء العالم في الوقت الحالي. لذلك، حرصنا على تنظيم هذه المحاضرة في هذا الوقت والتي قدمها الخبير الاقتصادي، ستيفن د. كينج، الذي يتميز برؤيته الواسعة والشاملة في تناول القضايا الاقتصادية مع معرفته العميقة في القطاع المصرفي لتداول ونقاش رؤيته عن التضخم وتأثيراته". وأضاف المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات: "في ظل التحديات التي يفرضها ارتفاع معدلات التضخم في الاقتصادات المتطورة، نواصل نحن في إتحاد المصارف مبادراتنا وجهودنا لتعزيز الوعي في كيفية التعامل مع التأثيرات المختلفة للتضخم على القطاع المصرفي والاقتصاد بشكل عام. وأود الإشارة إلى أهمية الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها دولة الإمارات ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي في التعامل مع ارتفاع التضخم ومعدلات الفائدة، الذي لم يؤثر سلباً على مؤشرات سلامة البنوك والسيولة ونمو الطلب على الائتمان من مختلف شرائح العملاء، بل وأسهم في تعزيز قوة القطاع المصرفي في الدولة وقدرته على تحقيق أداء قوي".
ووفقاً لتقديرات مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، يتوقع أن تتراجع معدلات التضخم في العام الحالي إلى 3.2% مقارنةً بـِــ 4.8% في العام الماضي (2022) مع استمرار ارتفاع معدل النمو الاقتصادي، حيث يتوقع أن يصل ذلك إلى 3.9% خلال العام الجاري.
ومن الجدير بالذكر أن مؤلفات الخبير الاقتصادي ستيفن د. كينج تحظى باهتمام كبير في الأوساط الاقتصادية، حيث يقدم رؤى ثاقبة عن الاقتصاد العالمي، وتتناول تحليلاته ديناميكيات التجارة العالمية وتأثير العولمة على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، والتحديات التي يجب على صناع السياسات والأفراد مواجهتها في الاقتصاد العالمي الذي يتميز بتسارع المتغيرات، ووضع مناهج مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية. ومن أهم مؤلفاته كتاب "عندما ينفد المال: نهاية الثراء الغربي" الذي نشر في العام 2013، ويتناول فيه الآثار الاقتصادية طويلة الأجل للديون المفرطة، والتحولات الديموغرافية، وندرة الموارد، إذ يرى أن الاقتصادات الغربية اعتمدت بشكل كبير على النمو الذي تغذيه الديون، ما أدى إلى مستويات غير مستدامة من الاقتراض، الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، ويستدعي إجراء تعديلات كبيرة في السياسات الاقتصادية، كما أصدر ستيفن د. كينج كتاب "فقدان السيطرة.. المخاطر التي تهدد ازدهار الغرب" والذي تم نشره في العام 2010.