دبي، الإمارات العربية المتحدة - 18 مايو 2020: استضاف مجلس الشيخ راشد بن حميد النعيمي الرمضاني الافتراضي الثالث في جلسته السادسة والأخيرة لهذا العام معالي عبد العزيز الغرير، رئيس اتحاد مصارف الإمارات، لمناقشة تداعيات جائحة كوفيد-19 وتأثيرها على القطاع المصرفي الإماراتي واقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة ككل.ومن المعروف أن المجلس يعتمد كل عام على اختيار موضوعات النقاش التي تهم شرائح المجتمع كافة، وتركز على قيمنا النبيلة وتحقق التقارب المجتمعي لمختلف الفئات التي تعيش على أرضنا الطيبة تحت مظلة التسامح بما يعزز الجهود التي تبذلها القيادة الحكيمة كما أن ضيوفه من القادة المتميزين في مجالاتهم و كذلك الحضور ذوي الشخصيات رفيعة المستوي.
أكد معالي عبد العزيز الغرير (رئيس مجلس إدارة اتحاد مصارف الإمارات) على أهمية إعلان مصرف الإمارات المركزي اليوم عن تعزيزِ التدابيرِ وخطة الدعم الشاملة بميزانيةٍ تصِل إلى 256 مليار درهموخلال الجلسة أشاد معاليه بالإجراءات الفورية والجريئة التي اتخذتها الحكومة الإماراتية ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي لحماية الاقتصاد الوطني، وأوضح بأن القطاع المصرفي في الدولة يتمتع بوضع قوي لمواجهة أي تحديات في المستقبل. وتطرق إلى الفرص الكامنة التي توفرها الأزمة الحالية ودور اتحاد المصارف في التصدي لتبعاتها بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة.
كما تحدث معاليه عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتوقع بعد انحسار أزمة فيروس كوفيد-19، والذي سيتجلى في رأيه من خلال حدوث تغيير جذري شامل في ثقافة العمل حيث سيحل الذكاء الاصطناعي تدريجياً مكان العديد من الوظائف الحالية، وتتسارع وتيرة التحول الرقمي في مختلف القطاعات، وسيغدو الموظفون في حاجة لاكتساب مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة. وركز معاليه على أنه ينبغي على الشركات والحكومات على السواء تحديد أولوياتها بدقة وإعادة هيكلة مؤسساتها بما يتناسب مع عالم ما بعد كورونا.
وفي سياق حديثه، قال معالي عبد العزيز الغرير: "خلّفت جائحة كوفيد-19 العالمية تحديات كبيرة على الاقتصاد والمجتمع، وأدت إلى توقف تام للأعمال في العديد من الدول والاقتصادات حول العالم. وقد نعمنا في الإمارات بقيادة رشيدة وملهمة سارعت بمسؤولية تامة لمواجهة هذا التهديد المفاجئ، وساهمت الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن في تخفيف العبء بشكل كبير عن المتضررين من الأفراد والشركات، وسوف نلمس تأثيراتها الإيجابية بعيدة المدى على الاقتصاد خلال الأسابيع والأشهر القادمة. ومع دخولنا مرحلة جديدة فيما يتعلّق بهذه الجائحة، حيث بدأت عمليات رفع القيود بشكل مدروس وعودة الأشخاص إلى العمل، سيلعب القطاع المصرفي الإماراتي دوراً رئيسياً في دعم الانتعاش الاقتصادي بقوة. هذه أولويتنا القصوى في القطاع، وأنا واثق من أننا سنخرج من هذه الأزمة أقوى مما كنا عليه قبلها".
وفي حديثه عن دور اتحاد مصارف الإمارات في التصدي لتبعات الأزمة الحالية، اشار الغرير إلى تعاون اتحاد المصارف مع مصرف الإمارات المركزي لتقديم كل العون الممكن للمؤسسات والأفراد الذين يعانون من تداعيات الأزمة، من خلال ضخ السيولة في القطاع المصرفي، وإطلاق حزم الدعم المختلفة، وتخفيف الكثير من المصاريف والرسوم والمخالفات عن كاهل المتضررين. علاوة على إطلاق اتحاد المصارف للعديد من المبادرات الهامة كوحدة حماية المستهلك بالتعاون مع المصرف المركزي لدعم المستهلك في هذه المرحلة الحرجة، وإطلاقه أكبر حملة توعوية في الدولة ضد الاحتيال بالتعاون مع شرطة دبي وأبوظبي والمصرف المركزي لحماية العملاء الذين يعملون عن بعد وتوعيتهم بطرق الاحتيال المختلفة، لا سيما في ضوء الاستخدام المتزايد للخدمات المصرفية الرقمية خلال جائحة كوفيد-19.
واختتم معالي عبد العزيز الغرير مشاركته بالقول: "أنا متفائل جداً بالمستقبل، وعلى ثقة تامة من تعافي اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسساتها الحكومية بشكل كامل بعد انحسار الوباء، وبأننا سنتجاوز هذه الأزمة كما فعلنا في العام 2008. لا شك عندي أن الأفضل قادم لامحالة شريطة أن يشارك الجميع في تحمل عبء المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية وعلى جميع المستويات".