النسخة الثالثة من الملتقى المصرفي في منطقة الشرق الأوسط يركز على الابتكار
استضاف اتحاد مصارف الإمارات، الهيئة التمثيلية المهنية للمصارف الـ 49 الأعضاء العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤتمره السنوي بعنوان "الملتقى المصرفي بمنطقة الشرق الأوسط" يوم 16 نوفمبر الجاري في فندق جميرا بيتش بدبي. واستقطبت النسخة الثالثة من الملتقى، الذي تنظمه كل من "فاينانشال تايمز لايف" و"ذابانكر"، أكثر من300 مسؤول رفيعي المستوى من المصارف الأعضاء في الاتحاد وممثلين عن مؤسسات مالية محلية وإقليمية ودولية أخرى. وأقيم الملتقى هذا العام تحت شعار "البنوك قادة الابتكار" حيث تمحورت نقاشاته حول أهمية الابتكار والتفكير الإبداعي ودوره في دعم مسيرة التقدم والنجاح والاستقرار في القطاع المصرفي.
وفي كلمته الترحيبية، أكد معالي عبد العزيز الغرير، رئيس اتحاد مصارف الإمارات، على أهمية الابتكار في القطاع المصرفي وقال: "نحن على قناعة بأن وجود الرغبة والاستعداد للابتكار لدينا إلى جانب قدرتنا على تطبيقه في القطاع يعد ضرورياً لاستمرار نجاحنا والحفاظ على قوة واستقرار أعمالنا في المستقبل، بالإضافة إلى تعزيز كفاءة موظفينا وتوفير تجربة متميزة للعملاء أفراداً وشركات ومؤسسات. ويتجلى الابتكار بأشكال ومستويات مختلفة، إذ يساعد الشركات على تحسين كفاءتها وتطوير قدراتها ودخول مجالات جديدة، حيث يمثل الابتكار اليوم تحدياً كبيراً لبعض هذه الشركات، ولكنه تحدٍ مرغوب به لأنه يشكل قاعدة لتحقيق التطور والنمو والازدهار في العصر الحالي."
وأضاف معالي عبد العزيز الغرير: " لقد اعتمدت حكومة دولة الإمارات رؤية استباقية طموحة للابتكار كما شجعت القطاعين العام والخاص على جعل الابتكار جزءاً رئيسياً من أعمالها. ويمثل إعلان العام 2015 عاماً للابتكار في دولة الإمارات فرصة يسلط القطاع المصرفي من خلالها الضوء على إمكاناته المتميزة في مجال الابتكار وقدرته على دعم هذه الرؤية."
وفي كلمته الرئيسية خلال المؤتمر، تناول معالي محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، مبارك راشد المنصوري، أبرز التحديات التي تواجه القطاع المصرفي في الدولة، ومن ضمنها تراجع أداء الاقتصاد العالمي وانخفاض أسعار النفط والتي تؤثر بشكل مباشر على إيرادات الحكومة وحجم إنفاقها، بالإضافة إلى تراجع معدلات سيولة المصارف، والارتفاع المتوقع في أسعار الفائدة الأمريكية. وناقش معالي المحافظ أيضاً الإجراءات التي تعتمدها المؤسسات الأمريكية لمكافحة الجرائم المالية، وتأثيرها على المعاملات المقومة بالدولار الأمريكي التي تؤثر سلبيا على المصارف المحلية ومؤسسات الصرافة. كما تطرق معاليه للحديث عن أبرز الأولويات التي يجب على القطاع التركيز عليها ومن بينها زيادة التمويل المخصص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توسيع نطاق خدمات تمويل التجارة لمساعدة الاقتصاد الإماراتي على مزيد من التنوع وزيادة معدلات التنافسية على صعيد التجارة الخارجية.
كما شارك سكوت بيلز، أحد المتحدثين الرئيسيين خلال الملتقى والذي يشغل منصب المدير العام لشركة "إنوفيشن لابز آسيا" التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها ومؤسس "مركز متلايف للابتكار"، بعرض توضيحي تحت عنوان "حروب الابتكار". وخلال العرض، شرح سكوت الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الأفكار الإبداعية في تعزيز النجاح في قطاع الخدمات المالية، وتغيير الطرق التقليدية في ممارسة الأعمال. كما تحدث عن الابتكار في القطاع المصرفي وطريقة تحويل الأفكار الجديدة إلى مبادرات مجزية تجارياً، منوّهاً أيضاً إلى أنها بحاجة لتعديل نهجها عندما يؤدي الابتكار إلى الإضرار بنماذج أعمالها القائمة.
وفي مقابلة أمام الحضور، تحدث أنطوني براون، الرئيس التنفيذي لاتحاد المصارف البريطانية، عن المخاطر التي تواجه القطاع المصرفي العالمي في عصرنا الحالي، بما في ذلك أعباء التشريعات المالية ومخاطر التدخلات السياسية بالإضافة إلى المخاطر التقنية مثل المشاكل المرتبطة بالأنظمة القديمة، وصعوبات تطبيق الخدمات المصرفية الرقمية الجديدة، فضلاً عن ظهور عملات رقمية مشفّرة.
كما تضمنت قائمة المتحدثين الرئيسيين كلاً من ديريك وايت، رئيس التصميم والحلول الرقمية في بنك باركليز؛ وكيث غروس، رئيس مجموعة العمل المختصة بأمن الإنترنت لدى الاتحاد المصرفي الأوروبي، وبرونو نبارتكويتش، مسؤول الابتكار لدى مصرف ING الهولندي؛ وديفيد باركر، مسؤول خدمات المصارف لمنطقة المملكة المتحدة وإيرلندا في شركة أكسنتور بالمملكة المتحدة.